بين حق المستهلك وغياب الشفافية.. من يراقب "حب الملوك"؟

 بين حق المستهلك وغياب الشفافية.. من يراقب "حب الملوك"؟
آخر ساعة
الأحد 22 يونيو 2025 - 22:28

يثير الجدل الدائر حول فاكهة "حب الملوك" أو الكرز، بعد ظهور مقاطع فيديو توثق وجود ديدان بداخل الثمار المعروضة في الأسواق، أسئلة عميقة تتجاوز مجرد سلامة منتج موسمي.

يتعلق الأمر بسؤال أكبر في الحقيقة وهو: من يحمي المستهلك المغربي؟ ومن يضمن له حقه في الغذاء الآمن؟

الصور والفيديوهات التي انتشرت، والتي تُظهر ديداناً بيضاء داخل الكرز، ليست مجرد موجة إلكترونية عابرة، بل تمثل إما واقعاً صادماً أو ادعاءً مغرضاً وجب تفنيده بالضرورة من طرف الجهات الرسمية.

لكن، للأسف، هذا الجدل لم يُواجه إلى حدود كتابة هذه السطور بأي توضيح رسمي من الجهات المختصة، وهو ما يعمّق فجوة الثقة بين المواطن والمؤسسات.

فالصمت في قضايا تتعلق بالصحة العامة، لا يمكن تأويله إلا باعتباره استخفافاً بحقوق المستهلك، أو على الأقل ضعفاً في التواصل العمومي، أو إقرارا لما يتم عرضه.

إن ما وقع مع "حب الملوك" ليس حادثاً معزولاً، بل هو امتداد لسلسلة من الإشكالات المرتبطة بجودة المنتجات المعروضة في الأسواق، وغياب منظومة مراقبة فعالة وصارمة، لا تشتغل فقط عند وقوع الأزمات، بل بشكل استباقي ويومي يضمن سلاسة السلسلة الغذائية من الضيعة إلى المائدة.

كما يطرح، هاهنا، إشكال أن أغلب المتضررين هم من رواد الأسواق الشعبية، حيث تُعرض المنتجات بكثافة في غياب الحد الأدنى من شروط النظافة والتخزين، بينما لا تصل المراقبة الصارمة إلا للأسواق المنظمة أو المحلات الكبرى.

وإن كنا لا نملك إلى الآن دليلاً علمياً قطعياً يؤكد أن كل كميات الكرز ملوثة أو غير صالحة، إلا أن مجرد الشك، في ظل غياب رد مؤسساتي حاسم، كافٍ لهدم الثقة في هذا المنتج.

المطلوب اليوم ليس فقط الخروج ببلاغ تقني مقتضب، بل تقديم توضيحات علمية شفافة ومطمئنة، فالمعركة ليست فقط مع "الديدان"، بل مع ثقافة الغموض والارتجال التي تحاصرنا كلما تعلق الأمر بصحة المواطن وحقه في المعلومة.

باختصار، قضية "حب الملوك" هي جرس إنذار جديد يدعو إلى إعادة التفكير في أدوات حماية المستهلك التي لا ينبغي أن تبقى حبيسة الوثائق، بل أن تترجم فعلياً إلى إجراءات وممارسات تؤمن للمغربي ما هو أكثر من الفاكهة.. بل الطمأنينة.